حسينية آل ياسين

تأسست 1330هـ - 1909م

الكويت 
   
المحتويات روابــــط الإحتفالات النواعي اللطميات الزيارات الأدعيــة المحاضرات القرآن الكريم الصفحة الأولى

 

     لقد كانت حسينية آل ياسين التي أسست عام 1330 هجري كما هو موثق في الوثيقة العدسانية لدى دولة الكويت، منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا مصدر إشعاع لكلمات الأنوار الطاهرين عليهم السلام ينير لكل طالب حقيقة وقاصد سبيل النجاة طريقا يتمسك به الى رضوان الله ونهاية للجنان.. وما السنين والأيام التي ما فتنت هذه الحسينية تحييها بذكر آل المصطفى إلا دليل واضح وبرهان ساطع بهدفية ومصداقية هذه الحسينية، وليس ذلك فحسب، فلقد أوجد هذا الصرح العريق جيلاً من الكبار والصغار يلهج ليلا ونهارا باسم الحسين وجده وأبيه وأمه وأخيه والتسعة المعصومين من ذريته وبينه باذلا كل ما يمكن بذله من أجلهم عليهم السلام.

ومن حسن الصدف أن يكون اسم هذه الحسينية اسماً على مسمى فهي حسينية آل ياسين تبركاً وتيمناً بآل رسول الله (ص) وكذلك آل ياسين نسبة لإسم المؤسس الأول الحاج المرحوم ياسين الحداد تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنته.

ولكن كيف ارتقى هذا الصرح ليكون بهذه المكانة العالية والسمعة اللامعة في أرجاء هذه المعمورة.؟

بلا شك بأن وراء ذلك تسديد وتوفيق إلهي ورجال أفنوا حياتهم من أجل ذلك ، وتعتبر حسينية آل ياسين أول حسينية خاصة تابعة لعائلة في دولة الكويت تقرأ مجالسها باللغة العربية كما ذكر ذلك الإمام المصلح والعبد الصالح المرجع الديني الكبير المولى الحاج ميرزا حسن الحائري الإحقاقي قدس سره الشريف. لقد كانت حسينية آل ياسين في بدايات عام 1909م عبارة عن ديوان ملحق بمنزل عائلة الحاج ياسين الحداد يجتمع به أفراد العائلة وأهالي فريج الحدادة، الذي كانت الحسينية تتوسطه في منطقة الصوابر القديمة، إذ كانت القراءة الحسينية تعقد به كل يوم أثنين من الإسبوع مساء ليلة الثلاثاء وكان من أوائل الخطباء الذين عرفته الحسينية في تلك الفترة هو الملا حسن الموسى الذي تتلمذ على يده من بعده الخطيب والإستاذ عبدالرزاق البصير.. واستمرت الحسينية على هذا الحال رغم الظروف التي كانت تمر بها تحت العوامل الجوية المختلفة، فلقد كانت تعقد القراءة رغم خرير الماء من سقفها المبني من قطع الخشب والبواري مما حدى بأهلها وعلى رأسهم المرحوم الحاج محمد ياسين الحداد وأخويه المرحومين الحاج علي ياسين الحداد الحاج حسن الحداد بتوسعة الحسينية وإعادة ترميمها، فكان ذلك على يد البناء الحاج عبدالله الخلف وأخيه النجار الحاج علي بمساعدة كل أهالي الفريج والعوائل القاطنة فيه..

 كما وأضيف للحسينية بركة لتجميع مياه الشرب إذ كان الأهالي إذا شح الماء في بيوتهم قصدوا الحسينية ليغرفوا من هذه البركة، ولم يقتصر ذلك بالطبع على الأهالي فلقد كانت تقصد القوافل والحملات، المتجهة لزيارة كربلاء أو مشهد الحسينية من أجل التزود بالماء والزاد والإستضافة فيها يومين أو ثلاثة رغم العجز المالي الذي تعانيه والذي كان يحدى بالحاج علي الياسين الحداد أن يقترض مبلغاً من المال لأجل الإستعانة في تلبية احتياجات الحسينية سواء من أخشاب للطبخ أو مواد بناء أو غير ذلك، حتى في منتصف الخمسينات من القرن السابق وبمحضر المرجع الديني الراحل قدس سره آية الله العظمى الحاج ميرزا علي الحائري الإحقاقي الذي جمع الأخوة الثلاثة أبناء الراحل الحاج ياسين الحداد وسألهم عما إذا كانت هذه الحسينية وقف للإمام الحسين (ع) أو تعود لأبنائهم بعد وفاتهم؟ فأجاب الكل بأنها وقف للإمام عليه السلام، فما كان من المرجع الراحل قدس سره إلا أن سجل ذلك على ورقة وبعث بها لجهة الحكومة المختصة التي قامت بفرز الحسينية عن منزل العائلة واستخراج ورقة مستقلة بها، وفي أواخر الخمسينات وتلبية لمتطلبات الحسينية اشترى أول جهاز لتكبير الصوت عرفته الحسينية مع سماعتين وميكرفونين واشتريت قبله أربع مراوح إذ زاد في تلك الفترة التوجه من قبل الناس في الكويت لمجالس أهل البيت بشكل كبير، فبعد أن كان رواد الحسينية بضع عشرات وأصبحت تستقبل خلال شهر محرم مئات الناس مما اقتضى ذلك نصب الخيم والعريش في الساحات المقابلة للحسينية للإستظلال تحتها أثناء استماعهم للمجلس الذي يعقد صباحاً.

وتوالت الأيام والسنين ومع خطة الحكومة التنظيمية لمدينة الكويت وحملة التثمينات لبيوتها لم تخرج حسينية آل ياسين عن هذه الخطة، فقد ثمنت ب 45 ألف دينار إذ كانت مساحتها تتراوح ما بين 700-800 متر مربع واشتريت أرض بمساحة 1000 متر مربع بقيمة 16 ألف دينار في منطقة المنصورية وهي الموقع الحالي وكان ذلك في منتصف الستينات من القرن السابق، ولعل من الأمور الظريفة بأن صاحب أرض المنصورية قبل أن تباع لا يعلم بأنها ستبنى حسينية فلما علم بالأمر رفض وأراد أن ينقض الإتفاق ولم يقبل بتسجيل الأرض بإدارة البلدية آنذاك فما كان بعد أيام إلا أن أتى الحاج حسين علي الياسين الحداد الوكيل الرسمي عن أبيه وطلب منه الذهاب لتسجيل الأرض باسم الحسينية ولم يعرف أحد حتى هذا اليوم السر الذي دفع بهذا الرجل لأن يعدل عن رأيه ويوافق على التسجيل.

 

وقد قام بعمل التصميم الهندسي لمبنى الحسينية المميز بالجسور المعلقة والإرتفاع العالي للسقف المهندس المبدع بسام أبوالعافية ، فشيد المبنى الحالي للحسينيـة دون معوقـات،  وافتتحـت في مناسبة عيد الغدير برعاية سماحة المرجع الديني الراحل الإمام المصلح الحـاج ميرزا حسن الحائري الإحقاقي رضـوان الله عليه. وكـان ذلك عام 1969 ميلاديـة وأم الجماعـة لصـلاة المغرب فيها، وخطى فيها الحـاج علـي الياسين الحداد رحمه الله وهو فاقداً للبصر أول خطوة قائلا

 (اللهم اجعل فيها الخير والبركة)

 

 وأصبحت القراءة فيها بشكل يومي في كل ليلة على مدار السنة , وكان يقرأ حينها المرحوم الشيخ حميد الهلال في أيام شهر محرم الحرام وفي الليالي الأخرى كان القارئ ملا علي الجريدان رحمه الله، وتوالى مجموعة من أشهر الخطباء الحسينيين في شهر محرم الحرام كالمرحوم السيد جواد شبر الذي قرأ فيها في أوائل السبعينات ومن بعده سماحة الشيخ عبدالحميد المهاجر (تصوير وثائقي سينمائي سنة 1399هـ/ 1978م ) وسماحة الشيخ مرتضى الشاهرودي حفظهم الله من أواخر السبعينات حتى منتصف الثمانينات. وكانت الحسينية في تلك الفترة في قمة ازدهارها وتألقها حيث فاق عدد الحضور فيها أكثر من خمسين ألف مستمع من جميع فئات المجتمع الكويتي مواطنين ومقيمين رجالاً ونساءً ، وانتشرت مجالسها الحسينية بواسطة التسجيلات السمعية والمرئية الى معظم بقاع العالم الإسلامي والغربي.(تصويرخارجي- ليلاً     )( تصوير خارجي- صباحاً )

 

سماحة الشيخ عبدالحميد المهاجر سنة 1404هـ 1983م ، والحضور الذي بلغ أكثر من خمسين ألف مستمع ومستمعة

والى هذا اليوم مازال منبر هذه الحسينية يهتف باسم الحق وناطق عن أئمة الهدى عليهم السلام الذين لا يردون من توسل واستشفع بهم فقد شهدت هذه الحسينية كثير من طلاب الحوائج. (كرامة الزهراء (ع) في شفاء الشيخ عبدالحميد المهاجر عام 1404 هـ)

والجدير ذكره في هذا الصدد بأن الحسينية لا تعتمد في تقديم أغلب خدماتها المختلفة من تنظيف وطبخ وغسيل وغير ذلك إلا على أبناء الحسينية دون الإستعانة بأي عمالة وهذا مما ساعد على توارث الخدمة بين أهلها من الكبير الى الصغير، وتتميز الحسينية بأنها لا تكل أي مورد مادي تعتمد عليه في تسديد احتياجاتها ومتطلباتها سوى ما تجود به أيدي المؤمنين من نذور وتبرعات فنسأل من الله العلي القدير أن يحفظ هذه الأماكن المباركة ويحفظ وطننا ويديم علينا نعمة الأمن والأمان بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين.